عملية الحرق في فن تشكيل الخزف:
بعد ما تم تشكيل القطع
والانتهاء من مرحلة التجفيف، تأتي بعدها المرحلة الأخيرة، وهي مرحلة حرق الأعمال
وتغطيتها بالطلاءات الزجاجية.
إن عملية الحرق جدا مهمة، وهي التي ترفع من قيمة القطع الخزفية
الجمالية والنفعية، وتبرز خبرة الخزاف في هذه المرحلة، من خلال معرفته للنقاط
المهمة في عمليات الحرق، فهناك عدة خطوات وعدة اعتبارات لضمان انتاج قطع خزفية
سليمة.
بعض النقاط المهمة في عملية الحرق:
١-
يجب تنظيف حجرة الحرق جيدا من بقايا عمليات حرق سابقة.
٢- التأكد من سلامة الأجزاء الداخلية لحجرة الحرق.
٣- عدم فتح باب الفرن حتى
تنخفض درجة الحرارة تحت ٣٠٠ف أو حتى يمكن إمساك القطع باليد مباشرة، لأن في حالة
حدوث تغير مفاجئ في درجة الحرارة وهو ما يسمى بالصدمة الحرارية، سوف يؤدي إلى تلف
القطع، أي كسر أو تشقق القطع أو
تقشر الطلاء.
٤- تختلف عمليات الحرق باختلاف أنواع الأفران وأحجامها، ولكنها تتبع القواعد
العامة للحرق في الطلاءات، مع اختلاف فيما تتطلبه كل حالة من زمن ووسائل التنفيذ.
٦- تختلف درجة الحرارة تبعا لكمية القطع داخل الفرن بالإضافة إلى حجم
الفرن، فالفرن الغير مكدس بالقطع سيسخن أسرع من الذي رصت بداخله قطع كثيرة، والفرن
الأصغر سيسخن أسرع من الأكبر حجما.
عمليات الحرق:
ما هو الحرق في فن تشكيل الخزف؟
هي عملية تعريض الطين والطلاءات
الزجاجية لدرجات حرارة عالية، لإخراجهما بشكل أكثر تطورا، وذات خصائص أخرى.
الحرق الأول: حرقة
البسكويت (bisque firing)
-
قبل رص الأعمال داخل الفرن يجب أن تكون القطع جافة تماما.
-
تحتاج عملية رص الأعمال إلى الدقة والعناية، ممكن أن ترص الأعمال
متلاصقة، والصغيرة فوق الكبيرة.
-
بعد غلق حجرة الفرن تبدأ درجات
الحرارة بالارتفاع تدريجيا، فعندما تصل إلى درجة الحرارة حوالي ٦٦٠ف (٣٥٠ س)، يبدأ
الماء المتحد كيميائيا مع ذرات الطين بالتبخر.
- إذا
ارتفعت درجات الحرارة بشكل سريع سيتحول الماء إلى بخار داخل جسم الطين وتنفجر
القطع.
- عند وصول
درجة الحرارة ٩٣٠ف، سوف تصبح القطع تامة الجفاف، إلى أن تصل عند درجة حرارة ١٨٠٠ف، ويكون الحرق الأول ببطء من ٦ إلى ١٢ ساعة، اعتمادا
على حجم وسمك القطع، وحجم الفرن وحمولته.
- بعد
الحرق الأول تتحول القطع إلى ما يسمى فخارا، ذو خصائص أخرى، لا يتأثر بالرطوبة،
ويتقبل سطحه الطلاءات الزجاجية.
الحرق الثاني (حرقة
الجليزات):
-
بعد تمام عملية الحرق الأول، يتم طلاء القطع بالطلاءات الزجاجية، وترك
المجال لتجف.
-
يتم رص القطع بكل حذر مع ترك مسافة بينها،
وتنظيف قاعدتها حتى لا تلتصق ببعضها البعض أو في رف الفرن.
-
في بداية عملية الحرق، الفرن ترفع
درجة حرارته ببطء حتى وصوله للدرجة المطلوبة، لتحويل الفخار المطلي إلى ما يسمى
بالخزف.
-
تكون مدة الحرق الثاني أقل من الحرق الأول بالإضافة إلى نسبة تبخر
الماء تكون أيضا أقل.
درجة الحرارة:
يجب معرفة درجة الحرارة التي وصل إليها الفرن أثناء الحرق، عادة
يستخدم لذلك البيرومتر.
الخزافون المتمرسون يمكنهم الحكم على درجة الحرارة من اللون داخل
الفرن أثناء الحرق فاللون الداخلي للفرن يتغير بتغير درجات الحرارة من اللون
الأحمر إلى اللون المتوهج البراق ..... وهكذا، ومع ذلك اتجه الخزافون إلى استخدام
أقماع البيرومتر (pyrometric
cones) كمقياس للتأثيرات
المجتمعة للوقت ودرجة الحرارة.
موازين الحرارة (البيرومتر) الأقماع Cones:
عبارة عن أهرامات دقيقة تتأثر بدرجات حرارة الفرن فتلتوي في وقت معين من درجة
الحرارة، ويمكن شراؤها إما بحجم الصغير أو الكبير وعادة تفضل الأقماع الكبيرة
لأنها من السهل مراقبتها، وتكون الأقماع مرقمة حسب معدل ارتفاع درجة الحرارة في الساعة،
وتأتي بعضها بألوان مختلفة، وتكون مصنوعة من عدة أنواع من الطين فلكل نوع يتحمل
درجات معينة من الحرارة.
ومع تطور صناعة الأفران، أصبحت عملية الحرق دقيقة، وسهلة، من خلال
الأفران الإلكترونية، والتي تكون مبرمجة فيمكن التحكم بدرجات الحرارة، والوقت
المطلوب لكل عملية حرق.
في النهاية يجب على الخزاف أن يكون ملما بأغلب النقاط
المتعلقة بحرق الأعمال، حتى يضمن انتاج قطع خزفية ذات إخراج فني جميل.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.