الأحد، 17 يناير 2016

خواطر خزفية:

بقلم الاستاذة: سارة المويل

من منا لا يحب العمل اليدوي لقد خلقنا من اجل العمل اليدوي :)

الله سبحانه  و تعالى جعل عمل العقل واليد في تناغم مستمر لا يستغنى احدهما عن الاخر فكيف اذا اجتمعت معهما حب 
النفس لهذا العمل مع اليد و العقل  سيكون هناك الابداع ،الابتكار الذي لا ينضب ولا ينتهي ، 

ومن الاعمال اليدوية التي احبها هو فن التشكيل المجسمات ومنها فن تشكيل الخزف فتلك الخامة التي تكون طوع يديك تشكلها كيفما شئت، وتشعر النفس بالترابط مع هذه المادة وهي ماذكرت في القران الكريم حيث ان  الانسان خلق من طين لذلك نجد نوع من الاستمتاع والالفة مع  الخامة  .


لقد بحثت في مسيرة عملي وخدمتي في وزارة التربية عن ما يشد انتباهي ويقوي تركيزي واشتغلت في انواع كثيرة  من الاعمال الفنية ولكن طابت نفسي عندما بدات اعمل في المجسمات بدءا من الخامات البديلة واعادة التدوير  في وقت فراغي فهي تشعرني بالانجاز اكثر من العمل في المسطحات او تفرعات الفنون الاخرى ، واستمرت نفسي في البحث والتنقيب عن ما يشدني اكثر الى ان وصلت الى ماهو اكثر عمقا تعشقه نفسي ويدي وعقلي وهذا هو المثلث الابدي من وجهة نظري للوصول الى الابداع والابتكار في اي عمل يدوي ، وبحثي وسعيي وصل الى فن تشكيل الخزف.


ففن تشكيل الخزف من الفنون التي احبها لاني استطيع التركيز على خامة واحدة  مرنة تشكلها جوارحي كيفما شئت ،لتصبح النتيجة بعد ذلك عمل فني يعبر عن مافي نفسي، و يبهج عين الناظر، و يشعرني بالانجاز ، ويسعدني اكثر عندما انقل شغفي ومهاراتي الى طالباتي وارى وجه كل واحدة منهن تستمتع بالتعامل مع الطين وكيفية امساك الادوات واستخدامها بالشكل الصحيح، كم يعشقن التقدير مني ومن حولهن على الانجاز في نهاية كل خبرة .

نعم لقد وصلت الى ما اريد وادعوا ربي العظيم  بان يوفقني في هذا الفن الجميل وبحول الله وقوته يزيد عطائي لأترك في النهاية بصمتي على كل من تعلم مني فن تشكيل  الخزف ، وعذرا لمن لم يتعلم الكثير مني فكنت ولازلت في بداية مشواري مهما طال بي العمر ففن الخزف شجرة كبيرة لها تفرعاتها وثمارها لا استطيع اعطائكم كل ثمارها او الوصول الى كل اغصانها ولكن استطيع ان اعطي بعض الثمار واصل الى بعض الاغصان، ولكن سأظل اسعى الى الكمال في هذا الفن الجميل ويبقى الكمال لوجه الله سبحانه وتعالى المبدع في خلقه وهو العظيم في فنه وجمال ابداعه.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.